رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبور دفعات من تفاح الجولان مصدر الرزق الأساسي للأهل الصامدين إلى الأسواق المحلية بالوطن وذلك في إطار تضييق الخناق على مزارعي الجولان المحتل اقتصاديا ومحاولة اكساد هذه الثمرة التي ترمز إلى التجذر بالأرض ومقاومة المحتل.

وأكد سعيد فرحات من بقعاثا المحتلة رئيس لجنة تسويق تفاح القرى المحتلة في تصريح لمراسل سانا في القنيطرة أمس أن الممارسات الإسرائيلية لن تثني الجولانيين عن مواصلة النضال والتشبث بالأرض والدفاع عنها مهما بلغت التضحيات وتغطرس الاحتلال في ممارساته اللاانسانية بحق الشجر والحجر والبشر.

وقال فرحات إن استجرار التفاح إلى الوطن الأم سورية يزيد من ثباتنا وتمسكنا بهويتنا العربية السورية وارضنا ويأتي بهدف دعمنا وتعزيز صمودنا في وجه المخططات الإسرائيلية إضافة إلى دعمنا الاقتصاد الوطني وان البرادات التي نخزن فيها التفاح كانت قد استعدت منذ نحو شهر ونصف الشهر من جميع النواحي لإرسال التفاح إلى الوطن من خلال تصنيف التفاح وتجهيز الكرتون الخاص بالعملية.

وأشار فرحات إلى إخطاره من قبل الصليب الأحمر الدولي في الأراضي العربية المحتلة بعدم موافقة سلطات الاحتلال على عبور التفاح حيث كان من المقرر عبور أكثر من 12 ألف طن من نوعي كولدن وستاركن قبل شهرين ثم خفضت الكمية إلى ألفي طن وبعدها ألغيت نهائيا وبقرار عنصري يضرب المواثيق والأعراف الدولية واتفاقية جنيف الرابعة عرض الحائط.

من جهته طالب المهندس حسين عرنوس محافظ القنيطرة المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح بعبور تفاح الجولان المحصول الاساسي للأهل في الجولان الى الوطن الأم.

وأوضح أن المحافظة وبالتنسيق مع الشركة العامة للخزن والتسويق أنهت الاستعدادات كافة من شحن وأوزان ووسائط نقل وغيرها من الإجراءات ومنذ عدة أسابيع لاستقبال التفاح من معبر مدينة القنيطرة المحررة وعبر قوات الطوارئ الدولية والصليب الأحمر الدولي.

ولفت عرنوس إلى أن عملية استجرار ثمار شجرة التفاح في الجولان المحتل إلى الوطن الأم سورية يشكل المصدر الرئيسي لرزق مزارعي الجولان المحتل وهي من أهم مقومات الصمود بالنسبة لهم وتمسكهم بالهوية العربية السورية.

وأشار المحافظ إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق أهلنا الصامدين حيث تعمل قوات الاحتلال بشكل مستمر على تجريف الأراضي الزراعية واقتلاع الأشجار المثمرة كما تقوم بتقليص كميات المياه التي تروي الأشجار وعملت على رفع أسعار المبيدات الحشرية التي تخص شجرة التفاح وذلك لمنع المزارعين في قرانا المحتلة من تأمين رزقهم والتأثير على مقاومتهم وصمودهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته قال المهندس محمد خنيفس رئيس لجنة استجرار التفاح الجولاني بالقنيطرة ان عملية تسويق تفاح الجولان بدأت عام 2005 بأربعة آلاف طن وفي عام 2006 وصلت الكمية إلى خمسة آلاف طن وخلال عامي 2007 و2009/ تم نقل ثمانية آلاف طن وفي عام 2010/ عشرة آلاف طن والعام الفائت 12 ألف طن فيما توقفت عملية الاستجرار عام 2007 بعد اعتقال رئيس لجنة تفاح الجولان المحتل الأسير يوسف شمس ابن بلدة مجدل شمس من قبل قوات الاحتلال والحكم عليه بالسجن لمدة أربعة أعوام مع دفع غرامات باهظة.

واعتبر المهندس يوسف مرعي من مجدل شمس وهو مقيم في تجمع مزارع الأمل بمحافظة القنيطرة ومدينة جرمانا منذ 40 عاما أن ثمرة التفاح القادمة من الأراضي المحتلة هي صلة الوصل مع ذويه وأهله التي تفصله عنهم أسلاك الاحتلال ولأجلها أقام عدة مشروعات زراعية قرب خط وقف إطلاق النار كي يبقى قريبا من مسقط رأسه المحتل اليوم والذي سيحرر قريبا.