أكد جهاز المخابرات العسكري التشيكي أن بعض المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية عن الأوضاع في سورية كانت إما غير موضوعية أو عبارة عن حملات تضليل إعلامية مباشرة، مشيراً في تقريره السنوي الى أن تعكير الوسط الأمني في سورية أدى الى حدوث نشاط للقوى العسكرية الإقليمية والإسلامية الراديكالية التي يمكن لها أن تؤثر على الوضع الأمني في نطاق أوسع لكل منطقة الشرق الأوسط ، وأضاف: الى أن مجموعات المعارضة في سورية فشلت في تحقيق أهدافها نظراً لعدم وحدتها وغياب الشخصيات القيادية فيها وعدم مصداقية برنامجها.
وكشفت صحيفة الصريح التونسية عن ظاهرة جديدة أسمتها "تخلف المعتمرين التونسيين في السعودية" للتسلل الى سورية، موضحة أن السلطات السعودية منحت 21 ألفاً و500 تونسي تأشيرة دخول الى السعودية من أجل العمرة إلا أن واحداً بالمئة من هؤلاء التونسيين المعتمرين لم يعودوا الى تونس بل تخلفوا داخل السعودية إما بحثاً عن عمل أو للانخراط في ما يسمى بالجهاد وبالتسلل الى سورية من الأراضي السعودية.
من جهته كشف الصحفي فرانسيس ايليوت مراسل صحيفة التايمز البريطانية في باكستان أن مئات من المقاتلين العرب يغادرون مناطق القبائل في باكستان وأفغانستان للانضمام الى المجموعات الإرهابية المسلحة التي تضم مسلحين أجانب في سورية.
وقال: إن بعض هؤلاء ينضم الى ما يسمى "الثوار" في سورية مشيراً الى مغادرة نحو 250 مقاتلاً معظمهم من العرب في الأشهر القليلة الماضية فقط. وأوضح ايليوت أن البعض يتركون عائلاتهم ويعدون بالعودة ولكن الكثيرين منهم يبيعون أملاكهم وأسلحتهم الى حد إغراق سوق المنطقة بالسلاح الأمر الذي أدى الى انخفاض أسعار السلاح الى النصف مبيناً أن توجه هؤلاء المقاتلين الى سورية يأتي في أعقاب موجات سابقة اتجهت الى ليبيا ومصر.
ونقل ايليوت عمن وصفه بمسؤول قيادي للمتمردين في المنطقة قوله : إن رحيل المقاتلين هذا لن يكون له أثر كبير على العمليات العسكرية فنحن لدينا الكثير منهم.
وأكد ايليوت أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية مطلعة على رحيل المقاتلين ولكنها تدعي عدم معرفة وجهتهم مشيراً الى أن من يحملون وثائق رسمية يغادرون عن طريق بيشاور ومن لا يملك وثائق يغادر براً عبر الجبال أو بحراً باتجاه الخليج.
الى ذلك تحولت الحساسيات الميدانية على ما يسمى الجيش الحر والمقاتلين العرب والأجانب الذين يتوافدون للجهاد في سورية أكثر من مرة الى صدامات ميدانية واتهامات متبادلة بالخيانة وبات بعض قادة التيار السلفي في الأردن يهمسون بأن بعض فرق الجيش الحر تتقصد وضع المقاتلين الوافدين في مقدمة العمليات ثم تخذلهم ميدانياً عند الانسحاب، مشيرين الى أن سبعة أردنيين سلفيين على الأقل قتلوا مجاناً بهذه الطريقة وأن الاحتكاكات بين الجيش الحر والجهاديين بدأت تشغل القيادات السلفية الأردنية التي تشير الى ما حصل مؤخراً بين شبكة من تنظيم القاعدة وفريق من الجيش الحر قرب مركز حدود تركي سوري كدليل على الخذلان المفترض.
وأوضح عبد خلف أحد قادة كتائب التوحيد السلفية أن بعض السلفيين العرب والأجانب تحولوا ميدانياً لعبء على المقاتلين خصوصاً صغار السن غير المدربين الذين يتم إرسالهم فهؤلاء لا يفيدون بالمعركة ويعيقون الحركة في بعض الأحيان.