محمد أحمد العبدالله Admin
عدد المساهمات : 299 تاريخ التسجيل : 26/07/2011
| موضوع: آل سعود يزرعون والأمريكان يحصدون الأحد ديسمبر 16, 2012 7:36 am | |
| آل سعود يزرعون والأمريكان يحصدون لاشك أن البداية الفعلية لظهور تنظيم القاعدة، كانت في حقبة الثمانينيات عندما تلاقت الإرادة الوهابية بحكم دورها الحقيقي الذي أوجدت من أجله مع الأهداف الأمريكية آنذاك على إخراج الجيش السوفييتي من أفغانستان، ذلك الجيش الذي كان وجوده هناك يشكل عائقاً أمام ولوج أميركا إلى منطقة آسيا الوسطى، فكان أن استغلت الوهابية السعودية آنذاك هذا الأمر، فعملت على تدريب مسلحين على أراضي الجزيرة العربية، وراحت تبث دعوات "الجهاد" في أرجاء العالم الإسلامي ضد "الاحتلال السوفييتي" لأفغانستان، فصار "المقاتلون" العرب يتوافدون إلى أفغانستان مدفوعين بهذه الدعوات. إذاً بدعوة "جهاد" الوجود الروسي تمكنت "سي آي إيه" مع عملائها الوهابيين من إيجاد موطئ قدم لمجموعات مسلحة في أفغانستان، أطلق عليها فيما بعد اسم "تنظيم القاعدة"، وجعلوا لهذا التنظيم زعيماً من الجزيرة العربية هو "أسامة بن لادن" الذي كان ممنوعاً على المواطنين في محمية "آل سعود" آنذاك أن يذكروا اسمه دون أن يقرنوه بكلمة "المجاهد". وطبعاً لا يخفى على أحد أن الهدف الحقيقي بالنسبة لأميركا من هذا الأمر هو إيجاد ذريعة لقواتها للوصول إلى هذه المنطقة الحساسة من العالم، حيث تقع هذه المنطقة على التخوم الجنوبية للاتحاد السوفييتي "سابقاً" التي تضم أقاليم إسلامية عديدة، وكذلك تشكل أفغانستان البوابة الشرقية لجمهورية إيران الإسلامية التي تشكلت حديثاً بعد انتصار الثورة الإسلامية فيها ما أدى إلى انقلاب تبعيتها لأمريكا أيام الشاه إلى عداوة عقب الثورة. وهكذا تمكنت الاستخبارات الأمريكية من خلال أموال النفط العربي، من صناعة منطقة تعمُّها الفوضى وتشكل مرتعاً خصباً لإرهابيين من جميع أنحاء العالم، حيث أصبحت أفغانستان معسكراً لهؤلاء الإرهابيين التكفيريين وطبعاً هذا كله تمّ بغطاء واضح من الفتاوى الوهابية في هذا الصدد. وكان أن اتفقت "سي آي إيه" مع عملائها في "محمية آل سعود" على صناعة أحداث 11أيلول، ليكون ذلك لقيام الولايات المتحدة بغزو أفغانستان مستغلة الصّدمة التي أحدثها انهيار برجي مركز التجارة العالمي، وأنشأت قواعد لها في هذا البلد وسجوناً سرّية حول العالم لإيداع إرهابيي "القاعدة" فيها -حسب زعمها- في غوانتانامو والأردن والمغرب وألمانيا وغيرها من الدول. ومن هناك بدأت تعمل على خلخلة استقرار دول الجوار، حيث استباحت سيادة باكستان بدعوة وجود مقاتلين من القاعدة على أراضيها، وكذلك راحت تدعم حركات انفصالية في شرق إيران بدعم وهابي واضح، ثم صنعت أمريكا أكذوبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، من خلال مجموعة من الفبركات روج لها الإعلام الوهابي المتصهين، فأوجدت لها موطئ قدم في العراق وبالتالي صنعت تربة خصبة لتنظيم القاعدة وذلك كله بدعم مالي غير مسبوق من "آل سعود" الذين كانوا يرسلون الانتحاريين إلى العراق. طبعاً بالتزامن كان آل سعود في الجزيرة يستغلون الدعاية الإعلامية "البروباغندا" للادّعاء أن هذا التنظيم يهدّد المملكة من الداخل، فعملوا من خلال ضخٍّ إعلامي هائلٍ على الترويج أن محميتهم مهدّدةٌ من هذا التنظيم، وفي الحقيقة كل ما كان يحدث هو أن آل سعود كانوا بحاجة إلى لفت انتباه الشعب عن الدور الأساسيّ الذي لعبوه في تسليم العراق إلى أميركا، وكذلك تبرير اعتقال الآلاف من المعارضين لسياستهم تحت مسمى "محاربة الإرهاب". ولا يخفى طبعاً الدور الكبير الذي لعبه آل سعود في الاتفاق مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" على اغتيال الحريري في لبنان وإلصاق الاتهام بسورية من خلال ضغطٍ إعلامي وسياسيٍّ هائلٍ. وبالتالي قامت محمية آل سعود من خلال المدعو سعد "الحريري" بزراعة تنظيماتٍ تكفيرية في شمال لبنان تحت مسمّياتٍ عدّة "القاعدة، جند الشام، فتح الإسلام" وغيرها من التنظيمات، وصولاً إلى تحويل الشمال اللبناني إلى قاعدةٍ لهؤلاء الإرهابيين وهذا ما حدث، وما احتلال ليبيا إلا لصناعة معسكر كبير في شمال إفريقيا لتنظيماتٍ إرهابية مسلّحة تعمل وفق أجندة الغرب، ولكن بفتاوى وهابية واضحة تحت مسمى "الجهاد"، وكذلك تمكن آل سعود أيضاً من إدخال معسكرات "القاعدة" إلى تركيا بدعوة تسهيل دخولهم إلى سورية لمحاربة الجيش السوري الذي تقرّر وفق الفتاوى الوهابية الجهادُ ضدّه بدلاً من "إسرائيل". ومن خلال كل ما تقدّم يتبيّن أن محمية آل سعود هذه التي صنعتها الاستخبارات الانكليزية، تعمل منذ تأسيسها متحالفة مع "الوهابية التكفيرية" على شرذمة العالمين العربي والإسلامي لإبقائهما ضعيفين مستنزفين في مواجهة عدوٍّ ضعيفٍ أصلاً، ولكن يكتسب القوة من خلال شرذمة محيطه الإسلامي وإدخاله في حروبٍ إثنية طائفية، تؤمّن للكيان الصهيوني البقاء أطول فترة ممكنة ككيانٍ ديني مستقر بين كياناتٍ ودويلاتٍ مذهبية متصارعة. تقارير | |
|