محمد أحمد العبدالله Admin
عدد المساهمات : 299 تاريخ التسجيل : 26/07/2011
| موضوع: معركة ميسلون الخطوة الأولى نحو الحرية الأربعاء يوليو 25, 2012 10:08 am | |
| معركة ميسلون الخطوة الأولى نحو الحرية لم يكن يوم الرابع والعشرين من تموز عام 1920 يوماً عادياً في تاريخ سورية، إذ مثل وقفة كبرى أبرزت حقائق أهمها: - إن مواجهة الأمة لقوى الاستعمار تتم عبر المقاومة، وليس عبر التسوية والخضوع والاستسلام. - إن قوى المواجهة مهماً كانت صغيرة أو ضعيفة، وغير قادرة على حسم المعركة آنياً، فإن خوضها للمعركة ذاتها هو بحد ذاته انتصار لإرادة الحرية والانتصار. - إن الانتصار في صراع الأمة المصيري ضد أعدائها، يتم بالثبات والصمود مهما كان الثمن باهظاً. هذه حقائق كان يدركها يوسف العظمة ورفاقه ويعلمون كم هو الفارق بين جيش قوى استعمارية كبرى، وجيش وطني لم يبدأ بعد خطواته الأولى، لكنه يوسف العظمة رفض أن يدخل المستعمرون دمشق دون مقاومة. معركة ميسلون ليست مجرد ذكرى عابرة نتوقف عندها، إنها حافز على مواصلة النضال، حتى بلوغ الأهداف المنشودة، لقد كانت معركة ميسلون الشرارة الأولى التي ألهبت نار الثورة في أرجاء سورية، وكانت إيذاناً بفتح صفحة جديدة في سفر النضال العربي ضد الغزاة الطامعين بوطننا، فما أن تخلص الوطن العربي من الاحتلال العثماني البغيض الذي دام أكثر من 400 عاماً، حتى ابتلى بالاستعمار الأوروبي، فكانت اتفاقية سايكس- بيكو التي لا يزال وطننا العربي يعاني من آثارها حتى الآن، وجرى التحضير بموجبها لتقسيم الوطن العربي وتمزيقه، والسيطرة عليه، ونهب ثرواته وإخضاعه للنفوذ الاستعماري. وفي شهر تموز 1920، انعقد المؤتمر السوري وطالب بالاستقلال الكامل لسورية والابقاء على وحدتها الطبيعية والبشرية، وأن تكون وحدة البلاد مصونة لا تقبل التجزئة، لم يتأخر الرد الفرنسي المشحون بالحقد والكراهية على مذكرة الاستقلال هذه، فكان قرار غزو سورية من قبل الجيوش الفرنسية المجهزة بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات، وكان إنذار غورو في 4 تموز 1920 الذي تضمن تنفيذ عدة شروط منها: - تسريح الجيش العربي، وإلغاء التجنيد الإجباري. - وضع شبكة حديد رياق- حلب تحت تصرف الجيش الفرنسي. - قبول الانتداب الفرنسي دون قيد أو شرط. - معاقبة القوميين والوطنيين العرب الذين يعلنون وقوفهم ضد الاحتلال الفرنسي. - قبول التعامل بالنقد الصادر عن البنك السوري الذي تديره فرنسا من لبنان. لم يكتفِ الجنرال بإرسال الإنذار بل أمر جيوشه بالتحرك نحو دمشق على الفور، وسرعان ما علم الشعب العربي السوري بأمر ذلك الإنذار البغيض، فثارت ثائرته وهب بكل قواه للدفاع عن حريته وكرامته واستقلاله، وكان رأي البطل يوسف العظمة رفض الإنذار والتصدي لفرنسا العازمة على الاحتلال، ومقاومتها بما أتيح من إمكانات، وقام بتنظيم الجيش بما هو متاح، وعمل على رفع معنوياته ومعنويات الشعب. خرج يوسف العظمة و رجاله، مختارين مصيرهم، رافضين الإهانة الفرنسية والتفريط بالشرف الوطني، لم يكن أمامهم إلا التصدي للقوات الغازية أو الخضوع للذل، فاختاروا التصدي والارتفاع إلى علياء المجد والخلود، لقد عرف يوسف العظمة أنه ماضٍ إلى حتفه، لكنه أيضاً ماضٍ إلى التألق بعزيمة الجهاد، ففي الرابع والعشرين من تموز عام 1920 كان موعد يوسف العظمة ورجاله مع أول مسمار دقوه في نعش الاستعمار بالرغم من عدم التكافؤ بين القوة العربية السورية التي اخترات الدفاع عن البلاد، والتي لم يتجاوز عديدها الثلاثة آلاف من جهة، والقوات الفرنسية الغازية التي يتجاوز عديدها التسعة آلاف والمدججة بالأسلحة. كان البطل يوسف العظمة يشرف على المعركة ويوجهها في الخط الأمامي إلى أن أصابته إحدى الدبابات بنيرانها فسقط شهيداً مسجلاً بدمه أن طريق الحرية معمد بالدم، وبعدها تقدمت القوات الفرنسية باتجاه دمشق. لم تكن ميسلون هزيمة عسكرية، بل كانت حجر الأساس لمقاومة استمرت حتى جلاء القوات الغازية عن بلادنا، معركة ميسلون بالرغم من أنها صغيرة في حجمها، فهي كبيرة في معناها، وهي تتمتع بأهمية كبرى في التاريخ العربي الحديث، وتأتي أهميتها هذه من أنها بدأت خطاً للمقاومة والصمود لا تزال سورية تتميز به حتى الآن. وستبقى سورية الخط الأحمر والصخرة المنيعة التي ستتحطم عليها كل المؤمرات بفضل وعي شعبها والتفافه حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
إبراهيم أحمد
| |
|