بقلم : يونس أحمد الناصر
لا أعرف لماذا عندما سمعت قرارات مجلس الأعراب حول طلبهم من إدارات " عربسات و نيلسات " حجب البث الفضائي للمحطات السورية المؤيدة للنظام في الجمهورية العربية السورية قفزت إلى ذهني الآية الكريمة " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " ( سورة الصف
رغم أني أرغب بمناقشة هذه المسألة بعيدا عن الدين ولكن هذا ما حدث .
ورغم قناعتي الأكيدة بأن القيادة في سوريا قد وضعت هذا الاحتمال بالحسبان واستعدت لمواجهته و لديها الخيارات الكثيرة لذلك عبر الأقمار الأخرى التي لا يسيطر عليها أعراب الخليج كالقمر الإيراني بدر 4 و القمر الصيني أو الروسي أو مشاركة محطات تلفزيونية صديقة أخرى ببث الإعلام السوري كقناة المنار أو NBN أو غيرها فكل الإمكانات متاحة و لا حاجة للقلق من إسكات صوت الحق السوري .
ببساطة أقول بأن الإعلام السوري , الذي لا أعتقد بأنه يوما كان( خشبيا) كما يدعي أعداء الالتزام ودعاة الانفتاح الإعلامي على مصراعيه أمام جيل نريده أن يكون ملتزما , كان ولا زال إعلامنا العام و الخاص إعلام " أسرة " تحاول زرع القيم النبيلة بأبنائها و تحاول أن تبعد عنهم كل ما يشوه نظافة النشأة و احترام قيم الأسرة و المجتمع و يحترم الأديان أو المعتقدات جميعها في الوقت الذي سقط به إعلام الآخرون في فخ بروتوكولات حكماء بني صهيون عندما أجابوا قبل ما يقارب المائة عام عن مستقبل الكيان الصهيوني في المنطقة مع الفارق الديموغرافي الكبير بين العرب و الكيان الصهيوني, بقولهم: سنلهيهم بالملاهي و الرياضة و الفن, و هذا ما فعله إعلام الأعراب عبر قنوات mbc و روتانا و أخواتها.
و ذاكرتنا القريبة لا زالت تستحضر ما حدث في مباراة رياضية بين مصر و الجزائر و اللتين يفوق عددهما نصف الوطن العربي و قد أوشكتا على إعلان الحرب بينهما .
ولا زال الإعلام الرخيص يبث كل ما يثير الغثيان للمواطن الشريف من برامج التحريض الديني و بث الفتنة بين الأخوة العرب و ما يدعو إلى إفساد الجيل من مواد الانحلال الأخلاقي , حتى نسي الكثير من العرب عروبتهم و أخلاقهم و نبلهم وشجاعتهم و أصبح بالنسبة لهم العدو صديقا و الصديق عدوا وأضاع الكثير من العرب بوصلتهم .
في الوقت الذي حافظ فيه الإعلام السوري و على مدى عقود بانتهاج نهج المقاومة و الوقوف بوجه الهجمة الاستعمارية التي تستهدف الإنسان العربي في حاضره ومستقبله.
و حافظ هذا الإعلام على قيم الاعتدال الديني و التسامح و العيش المشترك, و كان هذا الإعلام الصوت المدافع عن القضايا العربية ونصير كل حركات التحرر العربية على مساحة الوطن العربي و عندما توقف بث إذاعة صوت العرب في العدوان الثلاثي على مصر انطلق الصوت من دمشق " هنا صوت العرب " .
الإعلام السوري أيها الأعراب بإمكاناته الضئيلة حقق ما لم يحققه إعلامكم الممول بآبار بترولكم و بفكركم الوهابي التكفيري العفن .
الإعلام السوري كان ولا زال يقول :
بلاد العرب أوطاني...... من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن .... إلى مصر فتطوان
في الوقت الذي ذهب إعلامكم إلى محاولة " غسل" عقل الإنسان العربي في محاولات طمس الهوية العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب .
الإعلام السوري بث آلاف الساعات الإعلامية عن فلسطين المغتصبة و العراق المحتل ووقف بوجه اتفاقيات الذل و الخنوع من كامب ديفيد إلى وادي عربة
الإعلام السوري ردد أناشيد النصر من تشرين التحريرية إلى تموز
هل عرفتم اليوم لماذا يحارب الإعلام السوري ؟؟؟؟
الإعلام السوري الذي كشف كذبكم و استغبائكم للعقل العربي عبر ما تسمونه ربيعا عربيا و الذي قال عنه الصهاينة بأنه ربيعهم " هم" وليس ربيع العرب , إنما خريف العرب .
هل عرفت أيها المواطن العربي في كل مكان لماذا يستهدفون الإعلام السوري ؟؟؟
الإعلام السوري الذي يقول : أمة عربية واحدة ... ذات رسالة خالدة
فهل يعي أعراب الخليج ما هي الأمة العربية الواحدة و هل يعرفون رسالة الأمة العربية ؟؟؟؟
أيها المواطن العربي في كل مكان أعراب الخليج هي قبائل عاشت على الغزو و النهب , القوي فيهم يقتل الضعيف و لا يرعون ذمة أو جارا و كأن" لا رسالة جاءت و لا وحي نزل "!!!!
أين أنت يا مصر العروبة؟؟ هل أكل الجدري منك الوجه و المعصم ؟؟؟
وهل أموال الخليج و عباءاتهم طمست نور عروبتك ؟؟؟
أين أنتم يا ثوار الجزائر؟
فشهادة ميلادكم تقول بأنكم قدمتم مليون ونصف شهيد كي تكونوا أحرارا ؟؟؟
أين أنتم أيها العرب الأحرار مما حدث لسوريا " أمكم " المكلومة .
أما فيكم من رشيد يرعى حق الأمومة؟؟
كم حضنت دمشق من مهجريكم و كم ضمدت من جراح مكلوميكم و كم آثرتكم في الملبس و المأكل و لا زال في أحضانها الكثير منكم ؟؟؟
هل يعقل أيها العرب بأن حمقى الخليج أصبحوا أسيادكم ؟؟
أيها المثقفون العرب أليس لكم من كلمة فيما يحدث ؟؟؟
لن أخاطب العامة المغرر بها بالمال أو بفتاوى القرضاوي و ابن باز و عباءات حاخامات مدن الملح .
أخاطبكم أنتم أيها الأحرار العرب من المحيط إلى الخليج و الذين كان لكم يوما في دمشق , نهلتم من معينها لغة القرآن و من جامعاتها العلم بالمجان ... فهل من عرفان ؟؟؟؟
أيها العرب إن سوريا ليست بحاجة لكم, ولكنكم بحاجة إليها .. فالعلم يؤتى اليه و لا يأتي .
وسوريا منارة العلم , فمن أراد نور العلم فدمشق فاتحة جامعاتها و معاهدها في شتى صنوف العلم الدينية و الدنيوية , ومن أراد الجهل فليذهب حيث شاء .
خيرة مثقفيكم أيها العرب درسوا في دمشق , و سوريا هي التي علمت البشرية الحرف شئتم أم أبيتم , سوريا معين الخير و الحب للعالم أجمع و قد تكفل الله بحمايتها .
أما أنتم أيها العرب فأنا أرثي لحالكم , فولاة أمركم , بددوا ثرواتكم في حانات ومواخير أوربا , و ثرواتكم منهوبة لا تنالون منها سوى الفتات .
ولاتكم أيها العرب ضلوا و أضلوا , قطعوا الحبال مع السماء و أساءوا إلى أهل الأرض , تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء على مساحة العالم الإسلامي .
ولاتكم أيها العرب , سفهاء , يبددون ثرواتكم وخيرات بلادكم و يقدمونها بالمجان لأسيادهم في أمريكا و إسرائيل , نظير حمايتهم من غضبة ستغضبونها يوما و إن طال الزمن , و السفيه شرعا يتم الحجر عليه ومنعه من التصرف فهل أنتم فاعلون اليوم قبل أن يلعنكم أحفادكم ؟؟؟؟
أيها العرب هل تعرفون لماذا يحقدون على سوريا و السوريين ؟؟؟؟
لأن السوريين هم من كشف عورات حكامكم وهم جذوة الثورة التي ستزيل عروشهم وكروشهم و لأن السوريين هم القادة و هم السادة في المشروع النهضوي العربي .
لذلك هم يخشون سوريا و يستهدفونها بسهامهم .
يخشون إعلامنا " الذي يسمونه خشبيا " الذي أسقط إعلامهم الممول بالبترودولار و بخبرات وكالات الاستخبارات العالمية الاستعمارية .
إعلامنا السوري الممول بليرات قليلة و بإيمان كبير بحب الوطن و الانتماء , أسقط إعلامهم الفاجر و الكاذب , حتى غدا هذا الإعلام في كل بيت عربي من المحيط إلى الخليج .
هل عرفتم أيها العرب لماذا يريدون إسكات صوتنا السوري و إعلامنا الوطني ؟؟؟
سيبقى إعلامنا الوطني الملتزم بقضايا الوطن و المواطن- قبلتنا - التي لن ننحرف عنها.
و سيبقى الإعلاميون في هذا الإعلام ( جنودنا ) الذين عليهم نعول في معركة الانتصار على هجمتهم الشرسة .
وسيبقى التلفزيون العربي السوري رفيق ليالينا و سيبقى تلفزيون الدنيا , دنيانا التي نعشق فيها صوتنا و صورتن