دبلوماسي: هكذا تجرعت الرياض وأنقرة «كأس سورية مرّة» فعاودت واشنطن اتصالها بالروس
كشف دبلوماسي أوروبي ناشط عن عودة الاتصالات بين موسكو وواشنطن بعد قطيعة دامت عدة اسابيع، وذلك بعد لقاء الجانبي الذي جمع وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون على هامش المنتدى الاقتصادي في موسكو، والذي أسفر عن نتيجة مباشرة وهي إعادة الزخم إلى المبادرة العربية من خلال إحياء اللجنة الرباعية حول سوريا ورفع التمثيل فيها إلى مستوى وزراء الخارجية، كما إلى إعطاء الضوء الاخضر للابراهيمي لزيارة طهران بعد دمشق.
موقع النشرة اللبناني نقل عن الدبلوماسي اعتباره أنّ السباق الدولي والاقليمي حول سوريا يعود بالاساس إلى فشل واشنطن باقناع موسكو بتمرير أيّ تسوية داخل سوريا بعيدا عن عدة نقاط تعني المصالح الجيوستراتيجية الروسية وهي:
1. إسقاط الاحادية الدولية التي قادت العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، والتي أدّت إلى توترات على طول الدول المحيطة بمنابع الطاقة وممراتها على حد سواء، بما يهدد المصالح الاقتصادية والحيوية لكل من روسيا وحليفتها الصين.
2. توصل موسكو إلى تحقيق حلم يراودها منذ كانت عاصمة للاتحاد السوفياتي بالوصول إلى المياه الدافئة، وهذا ما تحقق فعلا بإنشاء القاعدة البحرية في طرطوس، مع ما يعنيه هذا الموقع الاستراتيجي من اهمية نابعة من كونه على المتوسط.
الدبلوماسي أشار إلى أن موسكو انشغال صديقتها اللدودة واشنطن بانتخاباتها الرئاسية من جهة وبالتحضير للانسحاب من افغانستان، مع ما يعنيه ذلك من عودة مظفرة اذا ما جاز التعبير إلى آسيا الوسطى القريبة بدورها من نفط بحر قزوين المقرر ان يشكل الاحتياط العالمي الجديد، نظرا لوفرة المادة وجودتها التي تفوق بحسب الخبراء جودة النفط العربي.
في المقابل، يرى الدبلوماسي أنّ واشنطن تعي كل هذه المخاطر والتحولات الجذرية، وتعمل على التخفيف من وطأتها عليها وعلى حلفائها، وهذا ما يبرر الهجمة الغربية الشرسة على سوريا، كما يبرر الدفاع الروسي المستميت عنها، خصوصا أنّ المجموعة الغربية ترى أنّ مفتاح نجاح المشروع الاميركي في الشرق الاوسط يمر من البوابة السورية، والعكس صحيح.
ويشير الدبلوماسي المذكور إلى أنّ مشهد عودة العرب إلى الميدان السوري من بوابة اللجنة الرباعية ياتي بناء على تمنيات اميركية. فواشنطن التي لم تعد تملك الكثير من الاوراق الرابحة باتت محشورة للغاية، خصوصا بعد اختراق خطوط الدفاع التركية بشهادة التفجيرات المتنقلة التي تشهدها البلاد وآخرها في العاصمة الاقتصادية اسطنبول وخطوط الامداد السعودية عبر الحراك الذي يشهده جنوب المملكة وفي القطيف تحديدا، ناهيك عن الارهاق السياسي القطري، بحيث يصح القول ان مجموعة هذه الدول بدأت تبحث فعلا عن تسوية تبعد عنها الكأس المرة التي قد تتحول إلى حرب اقليمية في حال تعذر عليها ايجاد تسوية ترضي الجميع وتعيد الامور إلى نصابها خصوصا ان موجة التوتر الشعبية بدأت تصل إلى مصر التي شهدت في الساعات الاخيرة الماضية حراكا ضد الدبلوماسية الاميركية، وهو حراك قد يتوسع اذا لم يتدارك المعنيون الامر، بحيث يصح القول ان النيران السورية بدأت تأكل الدول المجاورة وتهدد مصالحها الاستراتيجية والتكتيكية على حد سواء.